هل يمكنني التوقف عن تناول الخبز؟
في بعض الفترات من حياتنا نحاول تغيير نظامنا الغذائي ،سواء كنا نريد إنقاص الوزن أو نحاول تغيير نمط الحياة لعلاج مشكلة ما في جسدنا و لحل مشكلة محددة، فنحاول الإلتزام بنظام غذائي منخفض الكربوهيدرات،فأول شيء نفكر فيه هو الخبز.كيف يمكنني أن أمتنع عن تناول الخبز؟وإذا فعلت بماذا استبدله؟
الحرمان من الخبز هو في الواقع واحد من أهم المشاكل التي تواجه أي شخص يحاول تغيير نمط نظامه الغذائي.
مشكلتنا مع الخبزأنه ليس مجرد طعام أو عنصر غذائي عادي.الخبز بالنسبة لنا، خصوصا في دول المغرب العربي و دول المشرق العربي، هو يعتبر جزء من ثقافتنا و ذكرياتنا، فالكثير منا نشأ ولعدة سنوات وبشكل يومي و متكرر يتناول الخبز.
فالخبز في ثقافتنا يحترم كثيرا،إذا ما وجد شخص قطعة خبز مرمية في الشارع يزيله عن الطريق ويضعه في مكان أكثر أمان.
فالخبزيحتل مكانة كبيرة،فما إن تحدث ثورة أو حرب ،حتى يظهر الخبز بطلها.
فمجرد أن يفكرالشخص في قطع الخبز يدخل في دائرة من الحيرة،ويبدأ بالتساؤل كيف أستطيع الإمتناع عن أكل الخبز؟بماذا سأستبدله؟هل سأستطيع الإستمرار.
في الحقيقة الإمتناع عن تناول الخبز مصدر قلق حقيقي.فالتوقف عن الخبز يحتاج من الشخص إرادة قوية و صرامة.لأن الخبز في ثقافتنا هو قبل أن يكون غداء هو يعتبر مصدر أمن غدائي،فهو رخيص و في المتناول و سهل الحصول عليه،يمكن شرائه في أي مكان و في أي وقت.
والشيء الذي يزيد صعوبة للتقيد بنظام غذائي قليل الكربوهيدرات هو أنه على الشخص المعني أن يقطع كذلك الأرز و المعكرونة وجميع أنواع الحبوب التي بها كربوهيدرات مثل القمح و الشعير،جميع الكربوهيدرات الصحية منها و الغير الصحية،زكذلك بعض الفواكه والخضر وبعض البقوليات.وتصبح لائحة الأكل المسموح بها جد محصورة و محدودة في عدد قليل من عناصر الطعام.
فكيف أقطع الخبز؟
هل يجب أن أقطعه نهائيا؟
هل الأفضل أن أقطعه بالتدريج؟
أحاول أن أغير أفكاري تجاه الخبز،فالخبزبالنسبة لنا ليس فقط طعام هو شعور عاطفي فالخبز يجعلنا نحس بالأمان من الجوع،فهو في مجتمعنا طعام يعتبر من الضروريات في المنزل.
هل كل أنواع الخبز تستحق كل هذا التقدير؟
بالنسبة للأشخاص الذين يشترون الخبز الأبيض، و الذي أضيف إليه محسنات الخبزلتجعل منه خبز منتفج وحسن المظهر ،أو الأشخاص الذين يصنعون الخبز في المنزل من الدقيق الأبيض ، من الأفضل أن يمتنعوا عن تناوله، لأن لا فائدة منه على الإطلاق.
أما الخبز الصحي أي الكامل أو الخبز الأسمر فهنا علي:
أن أطرح الأسئة و أعطيها جوابا مقنعا لي.
لماذا نحن بحاجة لقطع الخبز؟هل بسبب مرض أو زيادة في الوزن؟
مالضرر إذا اسمريت في تناول الخبز؟
ماهي البدائل التي في المتناول؟
كيف أشبع بدون خبز؟
كيف أقطع تلك العاطفة التي تربطني بالخبز؟
كم من الوقت أستطيع الإستمرار على هذا الحرمان؟
كيف يمككني أن أساير نظامي الغذائي الجديد و أنا أعيش ضمن عائلة تحب أكل الخبزو تعطيه الأولية في الطعام؟
أفضل الأشياء هي التي تكون بالتدريج، حتى نهيء الجسم و العقل على أمر جديد.أنقص من كمية الخبز و الكربوهيدرات.
أنشئ برنامج أكل لمدة أسبوع،ويكون البرنامج مدروس بحيث تتواجد فيه جميع المواد الضرورية للجسم. مع القليل من الكربوهيدرات. وفي كل أسبوع أحاول تغيير البرنامج حتي لا أحس بالملل.
أولا و قبل كل شيء علي أن أتعلم عن هذا النظام الغذائي وأدرسه من كل الجوانب السلبية و الإجابية. و أتابع التجاريب الحقيقة و القريبة من حياتي الشخصية وليست التجاريب المزيفة التي تروج لمنتجات تجارية لبيع المكملات الغذائية لتعويض النقص الذي يحدث جراء الحرمان من العديد من المواد،أتعلم حتى لا أقع في انتكاسات جسدية،فلكل نظام غذائي إجابياته و سلبياته.
وتبقي خير الأمور أوسطوها وقد قال تعالى:{وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}[الأعراف:31]
وفي الأخير إذا كان اتجاه نحو تجنب الخبز لأسباب صحية،فإنه من المستحسن استشارة الطبيب أو أخصائي تغذية لضمان أن يتم تلبية احتياجات الجسم الغذائية بشكل كاف و بطريقة صحيحة.